موقع فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان » الأخبار » مقالات علمية


حول كتاب .. الفجر الصادق بين تحديد القرآن وإطلاق اللغة


 

قد اطلعت على كتاب ( طلوع الفجر الصادق بين تحديد القرآن وإطلاق اللغة ) للدكتور إبراهيم الصبيحي ، وقد طلب مني إبداء الرأي فيه- بحكم اهتمامي بهذه المسألة-..، وقبل أن أبين  رأيي أشير هنا إلى أن فضيلة الشيخ إبراهيم صاحب علم وفضل وتربطني به علاقة محبة لكن..



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين وبعد :- فقد اطلعت على كتاب ( طلوع الفجر الصادق بين تحديد القرآن وإطلاق اللغة ) للدكتور إبراهيم الصبيحي ، وقد طلب مني إبداء الرأي فيه- بحكم اهتمامي بهذه المسألة-..، وقبل أن أبين  رأيي أشير هنا إلى أن فضيلة الشيخ إبراهيم صاحب علم وفضل وتربطني به علاقة محبة ومودة .. ، لكن هذا لايمنع من إبداء بعض ماشتمل عليه الكتاب من ملاحظات .. ، ويمكن إجمالها في الآتي :-

1-   الهدف الرئيس من هذا الكتاب هو تصحيح التقويم ( تقويم أم القرى) في توقيت صلاة الفجر ، والمؤلف - وفقه الله- لم يرصد الفجر ولو لمرة واحدة، وهذا مأخذ كبير إذ كيف يؤلف كتابا في موضوع وهو لم يقف عليه  –عمليا-

2-   نقل المؤلف نقولات في تعريف الفجر ،ومنها مانقله عن القرطبي ) ص 56 قال الجمهور: الحد الذي بتبينه  يجب الإمساك : ذلك الفجر المعترض في الأفق يمنة ويسرة وبهذا جاءت الأخبار ومضت عليه الأمصار)وعن ابن جرير الطبري( وأولى التأولين في الآية التأويل الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (الخيط الأبيض : بياض النهارو( الخيط الأسود ) سواد الليل) ونقولات أخرى في هذا المعنى ، وهذه النقولات تكاد تتفق في تعريف الفجر بل أشار الموفق ابن قدامة إلى الإجماع في هذه المسألة  حيث قال( وهذا إجماع لم يخالف فيه إلا الأعمش وحده فشذ ولم يعرج أحد على قوله ) ، وهذا التعريف للفجر هو الذي اعتمدته لجنة مشروع الشفق في دراستها ، وما ذكره المؤلف في عدة مواضع من الكتاب أن اللجنة اعتمدت في تعريف الفجرعلى الضوء المنتشر الذي يكون على رؤوس الجبال ويملأ البيوت والطرقات غير صحيح البتة ، ولو كان هذا هو التعريف للفجر لما خرجت اللجنة خارج مدينة الرياض ( أكثر من 150كم) لرصد الشفق ولكان الرصد داخل المدينة ،  ولما احتاج إلى أن نقوم بتصويره (بكاميرات )ذات حساسية عالية ، وكان بودي أن يتثبت المؤلف من النسبة قبل أن يثبتها في كتاب خاصة وأن من ينسب لهم هذا الرأي أحياء  يرزقون !! ، لكن يبدو أن المؤلف اعتمد في هذه النسبة على ماذكر في المذكرة من آثار عن بعض السلف وبعض العلماء تدل على تسامحهم في الإمساك للصيام ، والعجيب أن المذكرة نفسها - التي اعتمد عليها المؤلف في النسبة- قد عقد مبحث في تعريف الفجر ( المبحث الثاني ص 6، 7) ، وهو يبين بجلاء التعريف الذي اعتمدت عليه اللجنة وقد أغفل المؤلف هذا ، وأخذ ما ذكر عن بعض السلف في هذا واعتبره التعريف الذي اعتمدت عليه اللجنة !

3-    لم يتطرق المؤلف للفجر الكاذب مع أنه يفترض فيمن ألف كتابا عن الفجر الصادق أن يتعرض لبيان حقيقة الفجر الكاذب وأوصافه ؛ لأن سبب الإشكالية في توقيت صلاة الفجر هي اشتباه الفجر الكاذب بالفجر الصادق ، ولذلك فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الاغترار بالفجر الكاذب  ، وبين أن له سطوعا قد يغر من لا يعرفه فيظن أنه الفجر الصادق  فقال : ( لايغرنكم الساطع المصعد حتى يعترض لكم الأحمر) ،) ولذلك فقد وقع بسبب هذا الاشتباه  بعض معدي التقاويم في الخطأ في تحديد وقت صلاة الفجر ، وقد أنكر بعض العلماء الاعتماد على الدرجات الفلكية دون التحقق من طلوع الفجر ، ومنهم القرافي المالكي في كتابه الفروق ، وأشار إليه الحطاب في مواهب الجليل ،وكذا الحافظ ابن حجر وغيرهم ، والعجيب أن المؤلف وفقه الله يستدل على صحة التقويم بصحته في شروق الشمس وغروبها !.. يقول( ص8) (  وكان ... يطلب من يخرج معه إلى الصحراء ليريهم الخلل... وكنت على خلاف معه لما أراه من انضباط التقويم في تحديد وقت شروق الشمس ووقت غروبها كما أن التقويم منضبط في بقية أوقات الصلاة ..)، وهذا الاحتجاج عجيب إذ أن وقت شروق الشمس وغروبها لاإشكال فيه وتتفق عليه جميع التقاويم العالمية لكونه مربوطا بعلامة حسية ظاهرة ، ومثله بقية أوقات الصلوات، لكن الفجر يحصل في الاشتباه- كما أشار لذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله- بسبب اشتباه الفجر الكاذب – الذي يكون له سطوع  قوي في بعض ليالي السنة  - بالفجر الصادق ، ولذلك أناط الله الحكم بالتبين ( حتى يتبين لكم ..)

4-    نقل المؤلف في ( ص19) عن شعبان قزامل مقالا واستحسنه حيث قال :-(.. وقد استحسنت ماكتبه.. ) رغم أن الكاتب قال ( كما في ص 26) (..أما الأسباب التي دعت غالب الدول الإسلامية إلى تبني نظام 18 درجة رغم أن كل الأبحاث أثبتت أنه خطأ  هي أن السائد بين الناس أن وقت العشاء يجب أن يكون بعد ساعة ونصف...) الخ ، وإذا كانت كل الأبحاث أثبتت خطأ وضع الفجر على درجة18 فإن تقويم أم القرى على درجة 19 ( أي أنه أسبق ب4 دقائق تقريبا) ، وهذه النتيجة التي نقلها عن الكاتب  ( ولم يعلق عليها بل استحسن مقال الكاتب) تعود بالنقض على النتيجة التي يريد أن يصل إليها المؤلف من أصلها !!

5-   نقل المؤلف نقولات تحتاج إلى مزيد تثبت ، ومنها :- ماأورده ( في ص15 ) حول اللجنة الفلكية(  المرحلة الثانية لدراسة الشفق) وأنها رأت أن الفجر يطلع عند درجة 18ونصف ، وقد سألت رئيس اللجنة الدكتور زكي الصطفى فنفى صحة هذه المعلومة ، وأن اللجنة المشار إليها لم تحدد طلوع الفجر بدرجات ، كما أنه نقل عن عبد الله الخضيري أنه رصد الفجر وأنه يتقدم على التقويم مابين دقيقتين إلى خمس مع أن الأخ عبد الله سبق أن ذكر لي أنه وجد الفارق 12 دقيقة ، كما أنه نسب الرأي بتصحيح تقويم أم القرى للدكتور صالح العجيري ( كما في ص11) وهذه النسبة غير صحيحة ، فإن الدكتور العجيري يرى أن الفجر يطلع على درجة 18 كما نقل ذلك عنه في آخر الكتاب ( ص147) وكما أفادني بذلك وبنى عليه تقويمه ، ومعلوم أن تفويم أم القرى على درجة 19 ، وليس على 18 .

6-    ( في ص56 ) قال المؤلف (فالواجب الحذر من الوقوع  فيما جعله الله حدا فلا يجوز الأكل والشرب بعد وجود الضوء...إن من لم يلتزم بهذا الحد الذي بين الله وصفه في القرآن يخشى عليه أن يكون من الواقعين في حدود الله )  لكن المؤلف  لم يوفق لفهم معنى  الآية حيث قال ( ص 53) ( فالآية تدل على أن أول إضاءة في المشرق تعتبر فجرا مهما كانت صغيرة ..9 وهذا إنما يصح لو أن الله قال حتى يطلع الخيط الأبيض.. ولكن الآية أناطت الحكم بالتبين ( حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)، ثم لماذا نظر المؤلف لمسألة الأكل والشرب لمن أراد الصيام ، ولم ينظر لمسألة أداء صلاة الفجر قبل وقتها ،  وأيهما أولى بالاحتياط ؟! ، ومن المقرر عند العلماء أن من أكل أوشرب شاكا في طلوع الفجر صح صومه ، بينما من صلى شاكا في دخول الوقت لم تصح صلاته ، قال الموفق ابن قدامة رحمه الله ( إن من صلى من غير دليل مع الشك لم تجزئه صلاته ..) (المغني(2/31) هذه هي أبرز الملحوظات ،وثمة ملحوظات أخرى دونتها عندي  لايتسع المقام لسردها .. أسأل الله أن يهدينا جميعا لما اختلف فيه من الحق بإذنه ..وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه




الكاتب: أبو الوليــــد  [بتاريخ : الثلاثاء 03-03-1431 هـ 02:19 صباحا ]

أسأل الله لكـ التوفيق والسداد
وأن يثبتنا وإياك على الصراط المستقيم .

جزى الله القائمين على الموقع خير الجزاء

 

 

الكاتب: أبو عبد الرحمن النجدي  [بتاريخ : الإثنين 20-05-1431 هـ 12:06 صباحا ]

جزاكم الله خيرا ، وأعظم أجركم .
ووفق القائمين على هذا الموقع المبارك . استمروا وسيروا على بركة الله .

 

 

الكاتب: د/ أبو محمد  [بتاريخ : الإثنين 03-07-1431 هـ 10:40 صباحا ]

جزا الله فضيلة الشبخ سعد خير الجزاء على اعتمامه الكبير بهذه المسألة.

والحقيقة قرأت جل كتاب الشيخ إبراهيم وفقه الله وعجبت لطرق الشيخ هذه المسألة وكيف يصر على أن تقويم أم القرى صحيح مائة بالمائة.

على العموم أنا عندي بحث في هذه المسألة مبني على نقولات عن العلماء وعلى رصد شخصي مني ومن غيري ممن اهتم بهذه المسألة وتبين لي أن طلوع الفجر حسب تقويم أم القرى يتقدم على الوقت الحقيقي بفارق يتراوح ما بي 17 دقيقة إلى 25 دقيقة أو في هذه الحدود وذلك على مدى العام حيث أن الفارق يزيد في الصيف ويقل في الشتاء.

والبحث موجود عندي أسأل الله أن يقيض لهذه الفريضة من يردها إلى وقتها الحقيقي ويصحح صلاة الناس إنه جواد كريم.

 

 

الكاتب: أبو أحمد  [بتاريخ : الخميس 18-08-1431 هـ 12:55 مساء ]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

لا أدري لماذا وإلى متى يتجاهل العلماء حقيقة أن الإسفار هو من أهم علامات الفجر الصادق؟!... رغم ثبوته في عدد من النصوص والآثار الصحيحة!...

وفي الحديث قال: {حتى يستطير} وقال: {حتى ينفجر الفجر} والشيء إذا انفجر واستطار ذهب في كل اتجاه، فمعنى ينفجر ويستطير أي ينتشر ويستفيض في السماء كما قال القرطبي: (صفة ذلك البياض أن يكون منتشرًا مستفيضًا في السماء يملأ بياضه وضوؤه الطرق) وروى عن الأعمش عن مسلم قوله عن الصحابة: (ما كانوا يرون إلاّ أنّ الفجر الذي يستفيض في السماء). ويؤكد ذلك ما ثبت عن حذيفة حين سُئل؛ أيّ ساعة تسحّرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: (هو النهار إلاّ أنّ الشمس لم تطلع) صحيح ابن ماجه(1). وقد جاء الأمر به صريحًا في حديث رافع؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال: {نوّر بالفجر قدر ما يبصر القوم مواقع نبلهم} صححه الألباني في الإرواء(2) وذاك عندما كان بلال هو الذي يؤذن الأذان الثاني(3)، ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث علامة أخرى غير الإسفار، وقد ثبت من فعله ما يوافق ذلك؛ ففي حديث أنس الذي ذكر فيه علامة دخول وقت كل صلاة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وكان يصلّي الغداة إذا طلع الفجر حين ينفسح البصر)(4) ولم يذكر علامة غيرها، وقال حذيفة: (كان بلال يأتي النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتسحّر وإني لأبصر مواقع نبلي) رواه أحمد/23440 وحسّنه الأرنؤوط، فكان سحوره عند الأذان في إسفار يكفي لرؤية البعيد، وقد حُكي إجماع الصحابة على ذلك؛ قال إبراهيم النخعي: (ما اجتمع أصحاب محمد على شيء ما اجتمعوا على التنوير بالفجر) رواه ابن أبي شيبة/3256 والطحاوي/1007 وصححه العيني وغيره، وروى ابن أبي شيبة/9075 والطبري في تفسيره عن أبي معاوية عن الأعمش عن مسلم قوله: (لم يكونوا يعدّون الفجر فجركم هذا، ولكن كانوا يعدّون الفجر الذي يملأ البيوت والطرق) يعني أسطح البيوت.

وهذا الإسفار يكون في الغالب قبل شروق الشمس بحوالي 11 إلى 10 درجات .

من بحث (مسائل حول وقت الفجر وعلاماته) بتصرف يسير، وتجده في موقع (طريق الإصلاح الشامل) في ثلاث صفحات

والحمد لله

 

 

الكاتب: أيمن عادل  [بتاريخ : الأحد 06-09-1431 هـ 06:39 مساء ]

بعد الحمد لله  والصلاة والسلام على رسول الله أشهد الله أنى أحبك فى الله ماشاء الله تبارك الله كلما قرأت لك تكرت العلماء الربانيين القدماء وارجو الله ان تكون  منهم زادك الله علما وعملا أبنك ايمن
 

 

الكاتب: ابو عبد الرحمن  [بتاريخ : الإثنين 11-11-1431 هـ 11:21 صباحا ]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
ان صلاتنا قبل الوقت لا تجزئ, ان اغلب الناس يصلون الفجر قبل الوقت خصوصا النساء في رمضان. ولا زال الناس يتجادلون في توقيت ام القرى الذي اعترف واضعه انه انقص دقائق للإحتياط لذا ارجو من الشيخ سعد حفظه الله تبيان الأمر ونشره وحث العلماء لتصحيح الأمر وجزاكم الله خيرا

 

 

الكاتب: القطوف العالية  [بتاريخ : الأحد 18-02-1432 هـ 07:55 صباحا ]

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل وزادك الله علما لقد سمعت من أحد طلاب العلم أن أصح التقاويم هو تقويم إسنا وهو موجود في الساعات
وجزى الله القائمين على الموقع خيرا

 

 

الكاتب: القطوف العاليه  [بتاريخ : الإثنين 19-02-1432 هـ 04:45 مساء ]

جزاك الله خيرا الموضوع جد خطير لتعلقه بهذه الفريضة ولكن سمعت من أحد طلاب العلم أن أصح التقاويم تقويم إسنا وهو موجود في الساعات